ذي قار (والعرب الحافيين)

دخل زيد بن عدي على كسرى بن هرمز وهو جالس على عرشه وبين وزرائه وقادة جنده ، وكان يتحدث عن الجمال الذي تتمتع به بنات العرب ، فأراد ان ينتقم من النعمان بن المنذر لقتله ابيه، فقال لكسرى: يامولاي ان الجمال الذي تتحدث عنه موجود في بيت النعمان بن المنذر ،فلديه من البنات ما يفوق جمالهن الوصف ،فبعث كسرى رسولا يرافقه زيد بن عدي الذي قال حين دخل على النعمان : ان كسرى قد أبهره جمال بنات العرب ويريد ان يسبغ عليك شرف مصاهرته !! فقال النعمان : اليس في بلاد فارس من الجميلات ما يليق به أو يفي بحاجته؟ يازيد ابلغه مني السلام وقل له ليس في بيت النعمان من تنطبق عليها شروطك ؟ فعاد زيد الى كسرى وقال له ( يبلغك النعمان اعتذاره ويقول ان في بقر العراق غايتك)!! فاستشاط كسرى غضبا وارسل في طلب النعمان الذي ايقن انه قاتله ؟

فذهب الى بني شيبان واستودع ماله واهله عند هاني بن مسعود الشيباني ثم ذهب الى كسرى الذي رفض استقباله وامر بسجنه الى ان مات ، ثم ارسل كسرى الى هاني بن مسعود رسولا يطلب منه تسليم اموال النعمان واهله فرفض واخذ جيشا قويا لمواجهة الجيش الذي ارسله كسرى للقبض عليه . والمكون نصفه من الفرس والنصف الآخر من قبيلة اياد العربية التي اتصلت بهاني بن مسعود وأبلغته انها لن تقاتل مع الفرس وانما ستنقلب عليهم حين تبدأ المعركة اعتصم الجيش العربي بالصحراء القاحلة بعد ان احتاط بما يكفي الجند من الماء في الوقت الذي اهلك فيه العطش الجيش الفارسي، مما دفع قادته الى بدأ المعركة فانقلبت قبيلة اياد على الفرس واصبحت تقاتل مع بني جلدتها ليمنى الجيش الفارسي بهزيمة نكراء قتل فيها الملك الذي عين مكان النعمان بن المنذر وخيرة قادة كسرى الذي فجع من هول الخبر وصعق من نبأ هزيمة جيشه الذي لا يقهر ولم يمض وقت طويل حتى مات كسرى هما وحزنا وعلى هزيمة جيشه واندحاره وانكسار هيبته انه يوم ذي قار المجيد الذي توحد فيه العرب ولم يقبلوا بتسليم الاعراض والامانات التي استودعهم إياها ملك عربي الى ملك فارسي كان جل حلمه ان ينال منهم ويدنس شرفهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هذا اول يوم انتصف فيه العرب من العجم وبي نصروا)

الفرس لا يريدون الخروج من عباءة كسرى ولن تمحى من ذاكراتهم امجاد وأساطير ملوك فارس ولا يزال الحزن والاسى يسيطر عليهم ، ويتساءلون بمرارة كيف اصبح للعرب دولة ، كيف زالت امجادنا على ايدي الحفاة الرعاة . انه لأمر عجاب ؟ وهذا ما يدفعهم للاستماتة في سبيل استعادة ما فقد وبذل الغالي والنفيس من اجل امتلاك السلاح النووي مهما كان الثمن ، ولو ادى ذلك الى استعداء العالم بأسره فهناك أمة مارقة تمردت ويجب ان تروض ولو بعد اربعة عشر قرنا من سقوط عرش كسرى ! المهم ان يستعاد العرش والمجد ويرفرف علم الامبراطورية الفارسية من جديد!.

مفرج سالم الدوسرى ...جريدة الوطن الكويتيه